عندما تولي فاروق حكم مصر بعد وفاة والده الملك فؤاد وانتهاء فترة الوصاية علي العرش كان ابتهاج الشعب المصري به كبيراً، خاصة وانه كان شابا بهي الطلعة متين البنيان، طويل القامة، ينتظر منه الخير لشعبه بعد فترة المعاناة التي تعرض لها خلال حكم والده لذلك تدفق علي القاهرة أكثر من مليوني فرد من جميع انحاء البلاد في يوليو ٧٣٩١ للاحتفال بتتويجه ملكا، وكم كان ابتهاج الناس بملكهم عندما اختار الملك شريكة حياته »صافيناز ذو الفقار« ذات الستة عشر ربيعا، وكان والدها »يوسف ذو الفقار« نائب رئيس محكمة الاستئناف المختلطة بالاسكندرية فيما كانت والدتها »وصيفة« في حاشية الملكة نازلي التي وفقت بين الاثنين علي نمو العلاقة بينهما، وجريا علي عادة العائلة المالكة من التفاؤل بالحرف »فاء« غيروا اسم »صافيناز« إلي »فريدة« التي سرعان ما ازدادت شعبيتها بين الناس، وخلال ذلك كانت الملكة الأم »نازلي« تأمل أن تسيطر علي زوجة ابنها من خلال تذكيرها باستمرار أنها كانت السبب في زواجها من الملك، ولكن »فريدة« تجاهلت ذلك مما أدي إلي حدوث خلافات عديدة بينهما، ومن المعروف ان »نازلي« أباحت لنفسها عقب وفاة زوجها أن تعيش حياتها، وأن تتصرف بحرية مطلقة خاصة خلال رحلات الإجازة في أوروبا حيث كانت ترتاد المسارح والحفلات وساحات الرقص أحيانا مع أحمد حسنين رائد فاروق القديم والذي جعلته نازلي تشريفا يتاً لها رغم تحفظات الملك علي ذلك ومما يذكر حول ذلك الموضوع أن أحد رجالات القصر أبلغ الملك أن شخصا ما موجود في جناح »نازلي« فما كان من فاروق إلا أن اقتحم المكان شاهرا مسدسه فوجد »حسنين« بالجناح وهو يقرأ القرآن، كما يذكر العديد من الكتاب والمؤرخين أن حسنين ونازلي تزوجا سرا في عام ٧٣٩١ ، وانه بتدبير من الملك لقي حسنين مصرعه في حادث سيارة عام ٦٤٩١، وأن فاروق قام بإتلاف عقد الزواج كل ذلك الذي حدث من سلوك الملكة الوالدة لم يساعد علي استقرار فاروق عاطفياً، أما عن زوجته »فريدة« أم البنات والتي لم تنجب للملك وريثا للعرش فقد زادت شقة الخلاف بينها وبين الملك خاصة وانها كانت تشعر بإهانة عميقة تجاه غراميات زوجها مع نسوة أخريات، ومنذ ذلك الحين كانت حياتها مع الملك شديدة التقلب، ويبدو أن ذلك أوقعها في غرام رسام بريطاني اسمه » سيمون الويز« كانت قد زارته في استوديو التصوير الخاص به كي يكمل رسم صورتها، وقد ترددت الأقاويل خلال ذلك لدرجة أن قيل إن »محمد حسن الشماشرجي« النوبي بالقصر أبلغ الملك بذلك، وأنه قد ذهب إلي الاستوديو بنفسه ليري فريدة هناك ، وأن الملكة عمدت إلي مخرج سريع للهروب من الباب الخلفي للاستوديو، مما كان السبب الرئيسي في طلاق الملك فاروق للملكة فريدة. وهكذا عاش الملك فاروق بين غراميات أمه نازلي وغراميات زوجته فريدة، مما هز نفسيته من الأعماق فأطلق لحيته فترة ثم عاد إلي حياته الخاصة مما أدي إلي سقوطه وسقوط عرشه في النهاية وقيام ثورة يوليو ٢٥٩١.
موضوع: الملك فاروق بين والدته »نازلي« وزوجته»فريدة« 
الأحد مارس 28, 2010 4:57 pm
